فى قضية تنظيم السفر لرحلة العمرة

من جريدة الأهرام

بتاريخ الخميس

20 أغسطس 2009

في قضية تنظيم السفر للعمرة بسبب إنفلونزا الخنازير
وزارة السياحة تفقد دورها‏..‏ وشركات السياحة تخدع الناس‏!‏

كتب : مـصطـفي النجــار
د. احمد نظيف

لكن في المرة التي تحركت فيها
صح واعتمادا علي العلم والمعلومات نفاجأ بمن يهاجم الحكومة ويتهمها
بالمبالغة في تحذير الناس من خطر انفلونزا الخنازير وأن قرارات الحكومة
بمنع سفر الاصغر من‏25‏ سنة والاكبر من‏65‏ سنة ستتسبب في خسائر ضخمة
بالملايين لشركات السياحة وأن الضرر سيصيب العمالة في هذه الشركات
المسكينة‏..‏ مع أن قرارات الحكومة جاءت بناء علي واقع وعلي قرارات لوزارء
الصحة العرب لا مصلحة لأحد فيها سوي الصالح العام وحماية صحة المواطنين بل
وسبقتنا دول أخري إلي مثل هذه القرارات بل والغاء العمرة كلها هذا
الموسم‏.‏

فلماذا هذه الضجة؟ وما حقيقة القضية بعيدا عن المصالح الخاصة؟
ونحن هنا قبل أن نشرح اسرار هذه
القضية وأسرار هذه الضجة المفتعلة من جانب شركات السياحة نؤكد بداية أن من
واجبنا أو من حق الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة علينا أن نشكره ونقدم له
كل الاحترام علي موقفه من هذه القضية وآرائه الجريئة وأدائه الجيد الذي
يستهدف حماية المصريين وليس المعتمرين فقط‏.‏ فالرجل بعد أن لاحظ بناء علي
معلومات مؤكدة زيادة نسبة المصابين بالمرض والقادمين من السعودية بعد اداء
العمرة نتيجة الزحام وكثرة الجنسيات أعلن رأيه بصراحة وأوضح أن الاقل
من‏25‏ سنة والاكثر من‏65‏ سنة هم الاكثر عرضة للاصابة للمرض ومن هنا كانت
القرارات التي صدرت عن الحكومة وبالتالي لا نملك إلا أن نشكره‏.‏

لكن المؤسف في نفس الوقت كان
أداء وزارة السياحة التي فقدت دورها في قيادة قطاع السياحة منذ سنوات‏..‏
فقد كانت الوازة تنتظر علي الجانب الاخر التحرك بناء علي رد الفعل ولا
تملك أية سيطرة علي القطاع خاصة شركات الحج والعمرة التي أصبح صوتها أعلي
من صوت وزارة السياحة التي باتت تحركها مصالح جماعات الضغط وأصحاب المصالح
الخاصة‏..‏

فبدلا من أن تخرج وزارة السياحة
وتؤكد أهمية قرارات الحكومة لصالح المعتمرين والمواطنين‏..‏ تركت الوزارة
الحبل علي الغارب لأصحاب شركات الحج والعمرة ـ ولا أقول شركات السياحة لأن
تلك قضية كبري يجب اعادة النظر فيها ـ ليخرجوا إلي الاعلام والفضائيات
والصحافة ليتباكوا علي خسائرهم الضخمة التي تقدر بالملايين وعلي العمالة
التي ستفقد وظائفها في شركاتهم‏..‏ مع أن وزارة السياحة أول من يعرف أن
ذلك غير صحيح بالمرة‏..‏

وأن غضب شركات الحج والعمرة
يرجع إلي أنهم سيفقدون هذا الموسم جزءا من مكاسبهم أو أرباحهم الضخمة
المتوقعة من عمرة هذا الموسم‏..‏ فالمهم عندهم أن تستمر مكاسبهم بنفس
المعدل وأكثر كل سنة‏..‏ حتي ولو كان ذلك علي حساب صحة أو جثث المعتمرين
المصريين الغلابة‏.‏

فلم يفكر أحد من اصحاب شركات
الحج والعمرة في تبرير صحة قرارات الحكومة لمصالح المواطنين أو يذكر عن
ذلك شيئا في وسائل الاعلام أو أن دولا أخري فعلت ذلك‏..‏ بل الاخطر من ذلك
أنهم حاولوا نقل القضية إلي المربع الديني وعدم الاحقية في منع السفر
للعمرة أو نقل القضية إلي مربع حق الانسان في السفر بشكل عام وقضايا أخري
فرعية لا تناقش ابدا خطورة العودة بانفلونزا الخنازير وبالتالي كان من
واجب الشركات أن تتعاون مع الحكومة في تنفيذ هذه القرارات‏.‏

لقد نسي اصحاب شركات الحج
والعمرة أو المجموعة ذات الصوت الاعلي التي تدير هذا القطاع في وزارة
السياحة وفي غرفة شركات السياحة ـ لأنني لا استطيع اتهام كل الشركات بذلك
بل هي المجموعات المسيطرة علي الغرفة وعلي قطاع شركات السياحة بوزارة
السياحة ـ كل شيء امام مصالحهم وأمام احساسهم بأنهم سيفقدون جزءا من
مكاسبهم فقط هذا العام فراحوا يحاولون خداع الناس وحتي خداع الحكومة بكلام
غير مسئول‏..‏ ذلك لأن وزارة السياحة غائبة ولأن الحقائق تاهت فلم يعد أحد
يعرف هل الوزارة موجودة لتحقيق مصلحة الدولة أو مصالح جماعات الضغط؟ وأن
هناك خطوطا حمراء لا ينبغي لأحد تجاوزها وأن الوزارة لها الرأي النهائي
فيها حفاظا علي مصلحة الدولة أو مصلحة المواطنين‏..‏ وأصبح هناك خلط في
قضية أين تنتهي المصالح الخاصة ومتي تتوقف أمام المصلحة العامة؟ فالصوت
الاعلي هو الذي يحرك الوزارة والمصالح وجماعات الضغط هم اصحاب هذا الصوت‏!‏

وفرق كبير بين أن تحدد أنت
كوزارة الرؤية أو المصلحة العامة أو أن تتخيل أنك بتحقيق مصالح البعض أو
جماعات الضغط تحقق مصلحة عامة طالما أنهم تحقق مصالح مجموعة صغيرة أو
كبيرة‏.‏

فلو أن وزارة السياحة لم تترك
الحبل علي الغارب لأصحاب شركات الحج والعمرة للحديث المغلوط وخداع الناس
في وسائل الاعلام واستدرار عواطفهم ما حدث هذا اللبس وهذا الهجوم علي
قرارات الحكومة بتنظيم السفر للعمرة هذا الموسم‏.‏

فمن المؤكد أن وزارة السياحة
تعرف أن عدد أو حجم الذين تم منعهم من السفر‏(‏ أقل من‏25‏ سنة والأكبر
من‏65‏ سنة ومرافقيهم‏)‏ لا يشكل سوي نحو‏20%‏ أو‏25%‏ من الحاجزين للعمرة
أو حتي‏30%‏ وبالتالي فإن العمرة بإعدادها الكبيرة مستمرة حتي لو كانت أقل
هذا العام وبالتالي فإن مكاسب شركات السياحة مستمرة وكل ما في الأمر أن
هذا المكسب سينخفض بنفس النسبة من‏10%‏ إلي‏30%‏ مثلا‏.‏

أما قضية أن إلغاء السفر
المفاجئ لهذه الاعداد فيها خسائر لشركات الحج والعمرة فهذا أيضا صحيح‏..‏
ولكن هذه الخسائر يمكن التفاهم حولها فشركات النقل مصر للطيران أو البواخر
سترد أسعار التذاكر وغرفة الشركات ترد الرسوم للمعتمرين والتفاهم مع
الفنادق في السعودية يمكن أن يحقق مصلحة الطرفين‏.‏

كان يجب أن يكون التفكير في هذا
الاتجاه وليس التباكي علي خسائر بالملايين لأن ذلك غير صحيح فالمهم صحة
المصريين وليس المهم مكسب شركات الحج والعمرة حتي‏..‏ وحتي لو سلمنا
بضخامة الخسائر‏..‏ ألا تعرف هذه الشركات في ميزانياتها السنوية تجنيب
مبالغ لمثل هذه المخاطر أو الاحداث المفاجئة‏..‏ ثم أين الرسوم التي
تحصلها الوزارة والغرفة سنويا من المعتمرين ألا تكفي لتغطية هذا الجزء من
الخسائر هذا العام في إطار هذه النسبة‏20%‏ أو‏30%.‏

الأمر المؤكد أن أصحاب الصوت
العالي يريدون المكسب العالي سنويا وفقط‏..‏ أما كلمة خسائر فمرفوضة مهما
كانت الاسباب المهم أن يدفع المواطن والمعتمر وبعدين يروح في داهية‏.‏

وهل هناك شركة في العالم تكسب
سنويا وبنفس المعدل وبزيادة سنوية؟‏..‏ ألم تسمع شركات الحج والعمرة عن
بنوك وشركات عالمية كبري افلست وأغلقت ابوابها بسبب الازمة العالمية
الاخيرة‏.‏

الخسارة يجب ان تكون واردة‏..‏
لا يمكن أن يكون المكسب سنويا‏..‏ لماذا لا تفكر شركات الحج والعمرة
بالمنطق وتتحمل هذه الخسارة هذا العام من أجل صحة المواطنين الذين يدفعون
لهم الملايين سنويا؟ ما المانع في أن تتحمل نسبة خسارة هذا العام في
حدود‏20%‏ أو‏30%..‏ والغريب أنها ليست خسارة كاملة بل هي خسارة أو فقدان
جزء من المكسب الذي كانت تتوقع تحقيقه لكن هو الكذب والخداع وتضليل الناس
والحكومة‏.‏

ان قضية الصوت العالي وفقدان وزارة السياحة لدورها في قيادة القطاع خاصة الحج والعمرة يحتاج إلي وقفة‏.‏

ان قضية تنظيم عمل شركات
السياحة بشكل عام تحتاج إلي اعادة نظر ـ وكتبنا فيها قبل ذلك ـ فمن غير
المعقول أن يكون في مصر نحو‏1600‏ شركة سياحة وكل من يعمل في جلب السياحة
الخارجية منها نحو‏300‏ شركة فقط والباقي يعمل في الحج والعمرة ذات المكسب
السريع والمضمون والكبير مع أن الاصل في انشاء شركات السياحة هو جلب سياحة
إلي مصر تعود علي الاقتصاد القومي بالفائدة لا شركات تعمل في مجال السياحة
الطاردة ان جاز التعبير وكل همها ان يسافر المصري او المعتمر أو الحاج
وكأنه المقصود دعم اقتصاد دول أخري حتي لو سلمنا بأن هذه الشركات تدفع
رسوما أو ضرائب للدولة‏.‏

إن قضية انشاء شركات السياحة وتنظيم عملها تحتاج إلي اعادة نظر‏.‏

إن الصوت العالي وجماعات
المصالح والضغط في قضية تنظيم العمرة يجب أن يكون لها حدود‏..‏ ويجب أن
يتوقف خلط الأوراق وتضليل الناس والحكومة فالمهم صحة الناس ومصلحتهم قبل
مصلحة اصحاب المصالح‏.‏
وفي هذه القضية بالذات كان يجب
أن نشكر الحكومة ووزير الصحة‏..‏ لكن طالما أن وزارة السياحة فقدت دورها
في قيادة هذا القطاع أمام كذب وضغوط اصحاب المصالح وفقدت دورها في التوضيح
وفي إحقاق الحق‏..‏ فإن كل شيء مباح حتي إشعار آخر‏.‏

‏[/size]

شكرايا نوسة لمرورك

فى قضية تنظيم السفر لرحلة العمرة Get-9-2009-Giantup_CoM_hcf44qmf

» اداب السفر وادعيه من القراءن والسنه
» كيفية أداء العمرة [ بالصور ]
» التميمي يؤيد تأجيل العمرة للكبار بسبب انفلونزا الخنازير