كيف نبني شخصيتنا الفاعلة

كيف نبني شخصيتنا الفاعلة
تربية الشخصية
إن الطريق التي تكسب الانسان شيمته و شخصيته، ليس فقط بالتركيز على الأخطاء و المساوئ و الابتعاد عنها، و إنما بالتركيز على الصواب و الخير و السعي من أجلها.إذن،لا يكون الإنسان ذا شخصية مثالية و أخلاق عالية برفضه للمساوئ فقط.فمثلا،إذا أردنا أن نقيم حديقة جميلة فلا يكفي أن نزيل الأعشاب البرية عن تربته،إنما يجب العمل على غرس الأزهار الجميلة و رعايتها أيضا.فإزالة الأعشاب البرية ما هو إلا عمل يساعد على نمو الأزهار فقط،أما العناية بالأزهار و رعايتها فهو عمل مختلف تماما. السعي وراء الخير و الفضيلة و غرسها في حياتنا حتى لا يبقى مكان للشر، أهم بكثير من الحيلولة دون الإضرار و رفض الشر قولا.يوجد داخل كل إنسان حديقة تعكس شخصيته وعالمه الجواني، و الأشياء التي تربى في هذه الحديقة تكون مرآة لسلوك هذا الإنسان و تصرفاته. كما أننا إذا لم نغرس في حديقتنا الطبائع و العادات الحسنة وفق مزاجنا و روابطنا الخلقية،فيستحيل أن نكون أناسا صالحين.و إن كانت الروابط الخلقية أو سماتنا المزاجية تشبه أنواع التربة المختلفة فإن سماتنا الشخصية تشبه الأزهار التي تنمو في تلك التربة.إذا فكر الناس مليا و بذلوا قصارى جهدهم و طاقاتهم في زراعة الأزهار و رعايتها،عندها سيزداد عدد الناس الذين يتحلون بالشخصية القوية المثالية.
و بالانتقال إلى هذه الأيام التي نعيش فيها،يمكن القول:إن نجاح الديمقراطية اليوم يرتبط بمدى امتلاك أفراد المجتمعات الشخصية الذاتية،و إن الديمقراطية التي تنسى ان الإنسان كائن أخلاقي و التي لا تبالي بتطوير الشخصية لدى الفرد،لا يمكن أبدا أن تنجح و تصل إلى بر الأمان،لأن الديمقراطية هي نظام يتبناه الفضلاء و العقلاء الذين يملكون القدرة على حمايته و الحفاظ عليه.
الإنسان الانتهازي أو الذي لا يفكر إلا بنفسه،يمكن أن يستغل قلب الآخر و روحه و بدنه دون أن يخالف القوانين و الأنظمة،أي يمكن أن يمتثلالفرد للنظام، و لكن يمكن أيضا ان يكون سيئ الخلق.فمن أهم شروط الكمال الأخلاقي أن يكون المرء ذا شخصية و ضمير يستطيع من خلالهما رسم الحدود في المكان الذي يخلو من حدود مرسومة.و من ثم فإن كل ما هو قانوني ليس بالضرورة أن يكون أخلاقيا، لذلك نرى هناك فرقا بين ما هو موافق للقانون و بين ما هو موافق للحق،و لا يمكن أن يسد هذه الفجوة إلا أصحاب الشخصيات العالية،فحيثما ينتهي القانون أو يبدي خللا،يحل الإيمان مكانه و تتسارع القيم الأخلاقية التي تتغذى من الضمير بسد هذا الخلل.

منقول عن مجلة "حراء"مجلة علمية ثقافية فصلية.العدد الحادي و العشرون السنة السادسة (أكتوبر-ديسمبر)2010

موضوعك الاخت مرية هام ومثمر جزاك الله خير الجزاء وسعداء بانتقائك مثل هذه المواضيع الهامة مما يدل على نباهتك وينم عن ثقافتك

الفاضلة مرية تشكراتي لموضوعك الهام لبناء شخصيتنا الفاعلة

تستحقين عليه كل تنويه

كيف نبني شخصيتنا الفاعلة 732568

مشكورةأختي مرية فعلا موضوع قيم ومفيد
ونتمنى منك المزيد

جزاكى الله خيرا اختنا مرية
وبارك الله فيكى
ونشكرك على موضوعك الجميل اختنا الفاضلة

[color=green] الأخت الفاضلة "كيف أحزن و أنت ربي"

أشكرك على اهتمامك بالموضوع،و أتمنى أن أوفق في اختيارات المقبلة.

لك كامل التوفيق في الإفادة و الاستفادة داخل المنتدى.

مرحبا بالأخت مها في منتداها

و مشكورة على اهتمامك بالموضوع،و على كلماتك الرقيقة.

المنتدى ينتظر إسهاماتك في الأقسام كلها،فمرحبا بك بين إخوانك و أخواتك.

ننتظر غسهاماتك الطيبة.